الجزائر و الصحراء.. حين يصرخ “المحايد” وحده

739٬057

في خبر لم يحدث أي ضجيج خارج قاعات النشرة، باستديو التلفزة الجزائرية، قرر مجلس الأمة الجزائري قطع العلاقات مع مجلس الشيوخ الفرنسي.

لماذا؟

لأن رئيس هذا الأخير قرر زيارة مدينة العيون المغربية والتعبير عن دعمه لسيادة المغرب على صحرائه.

وبالطبع، كان رد الفعل الجزائري سريعا، كعادته.

لكن، الخبر الحقيقي ليس هذا.

لا، ليس قطع العلاقات، ولا حتى بيان الشجب المعتاد الذي بات يكتب بنفس القلم منذ عقود.

بل الخبر الذي يستحق أن يدرج ضمن “العجائب الدبلوماسية” هو أن عصابة تندوف – الذين اعتدنا صراخهم الإعلامي المستمر – دخلوا في حالة صمت غير مسبوقة.

وإذا كان الصمت حكمة، فإن الضجيج الجزائري حول الموضوع يؤكد حقيقة لم تعد تخفى على أحد.. الجزائر، التي ترفع شعار “الحياد”، هي أكثر طرف معني بهذا الملف، وأكثر من يرد على أي تطور فيه، وكأنها هي صاحبة القضية لا غيرها.

كل يوم، يثبت النظام العسكري الجزائري للمجتمع الدولي أن ما يحدث ليس “تضامنا” ولا “دفاعا عن حق الشعوب في تقرير المصير”، بل هو رغبة جامحة في امتلاك أراض ليست له، وفرض أجندة لم تعد تقنع حتى أولئك الذين يقرأون بياناته الرسمية على مضض.

وبينما يتجاهل مجلس الشيوخ الفرنسي هذا “الغضب الرسمي”، وتواصل الرباط مسارها الدبلوماسي بثقة، يبقى النظام الجزائري في حالة تأهب دائم لأي تصريح أو موقف لا يرضي أوهامه.

قد يكون العالم منشغلا بقضاياه الكبرى، لكن في قصر المرادية، الأولوية هي أن يتحدث الجميع عن الصحراء ولا أحد يتحدث عن الجزائر نفسها.

-يتبع-
عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد