حافلة تحترق في مكناس.. والمدينة تواصل السير على رماد التنمية

في مشهد بات شبه مألوفا أكثر من غياب الإنارة في الأزقة، احترقت اليوم حافلة من أسطول “سيتي باص” عند باب الجديد بمدينة مكناس، دون خسائر بشرية، ولله الحمد، رغم الخسائر النفسية التي تكبدها الركاب الذين كانوا يأملون فقط في الوصول، لا في الاشتعال.
اشتعلت الحافلة كأنها قررت أخيرا أن تترجم واقع المدينة إلى عرض ناري مباشر، مجانا وبدون تذاكر.
فاحتراق الحافلة لم يكن مجرد خلل ميكانيكي أو حادث عرضي، بل كان رمزا تعبيريا ساخرا لحال التنمية المهترئة التي تركب معنا كل يوم بلا فرامل.
مدينة مكناس، تلك التي كانت يوما عاصمة، قررت أن تتنقل عبر الزمن، لكن إلى الخلف.
والمثير للسخرية أن حتى الحافلات بدأت تشارك في هذا الرجوع الاضطراري، لكن بالنار والدخان بدل البنزين.
أما المواطن المكناسي، فقد أصبح خبيرا في قراءة الأدخنة.. “آه، هذا احتراق تنموي معتاد، لا تقلقوا، مجرد شعلة أمل محترقة”.
فهل نعتبر الحافلة ضحية؟ أم أنها بطل تراجيدي قرر أن ينتحر احتجاجا على واقع لا يحتمل؟ سؤال سنتركه للزمن أو للإطفائيين، أيهما يصل أولا.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.