مكناس بين التيه و”الوجوه المحنطة”

813٬166

لا شك أن سكان مدينة مكناس يعيشون حالة من الضياع التام، وكأنهم في رحلة لا نهاية لها عبر الزمن، حيث أصبح الماضي بالنسبة لهم أكثر جاذبية من الحاضر، وأصبحوا يتوقون إلى أيام كانت مليئة بالأمل؛ في زمن لم يعد فيه للأمل مكان في واقعهم الحالي.

فبدلا من أن يستشرفوا المستقبل، باتت أعينهم تلاحق الذكريات مثل من يبحث عن سراب في صحراء جافة.

وفي هذا السياق، نجد أن كائنات انتخابية غريبة الأطوار تحتفظ بمقاعدها في المشهد السياسي المحلي، رغم أن تاريخ صلاحيتها قد انتهى منذ عقود.

هم هناك، هؤلاء الذين يمشون بيننا وكأنهم قادمون من عصر ما قبل التاريخ، وهم أنفسهم الذين عجزوا عن تدبير أبسط شؤون المدينة طوال السنوات الماضية.

إنه من المضحك المبكي أن نتحدث عن التنمية في مدينة مثل مكناس، بينما لا تزال نفس الوجوه تملأ المنابر، وكأن الزمن قد تجمد فيها.

بل الأغرب من ذلك، هو أنهم يظلون متمسكين بأدوات فاسدة لم تعد قادرة على إحداث أي تغيير؛ في مثل هذه الظروف، يمكننا أن نتوقع الكثير من المهرجانات الفارغة، ولكن لا يمكننا أن نتوقع أي نوع من التقدم أو التغيير الجاد.

إن الحل ليس في الوعود التي باتت لا تغني ولا تسمن من جوع، بل في التخلص من هذه الوجوه التي أصبحت عبئا على المدينة.

فمن غير الممكن أن نتحدث عن تنمية في وقت لا زال فيه “الماضي” هو الحاضر، ولا زالت فيه نفس الوجوه تعيد نفس الألعاب السياسية، وكأن مكناس مدينة لا تستحق أكثر من ذلك.

هل ستظل مكناس محكومة بهؤلاء الذين يصرون على العيش في الماضي، أم أن هناك بصيص أمل قد يظهر في الأفق؟

-يتبع-
عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد