موسم التجميل السنوي.. مكناس تستعد لاستقبال الضيوف والسكان يتساءلون

مع اقتراب موعد المعرض الدولي للفلاحة، تشهد مدينة مكناس ظاهرة موسمية مألوفة.. الشوارع تعبد، الأرصفة ترمم، الجدران تطلى، وحتى الأشجار تحصل على جرعة مفاجئة من العناية والاهتمام.
إنه موسم التجميل السنوي، حيث تتحول المدينة إلى ورشة مفتوحة، في سباق مع الزمن لإخفاء تجاعيد الإهمال المتراكم على مدار العام.
المثير للسخرية، أن هذه الحركة النشطة تأتي وكأن المدينة كانت تنتظر ضيفا عزيزا لم يزرها منذ سنوات، فتسرع إلى ارتداء أجمل ثيابها، وتضع مساحيق التجميل على وجهها المتعب.
ولكن، وهنا السؤال الذي يراود الكثيرين.. ماذا لو لم يكن هناك معرض؟ هل كنا سنرى هذه الجهود الحثيثة؟ هل كانت المدينة ستحظى بفرصة تجديد شبابها، أم أن الزمن كان سيواصل نحت ملامح الإهمال على شوارعها؟
يبدو أن “التزفيت الموسمي” بات طقسا سنويا يمارس فقط عندما يكون هناك زوار، وكأن المسؤولين يتعاملون مع المدينة كما يتعامل البعض مع منازلهم قبل قدوم الضيوف.. تنظيف سريع، بعض الروائح العطرية، وربما تغيير غطاء الأريكة لإعطاء انطباع جديد ولكن بعد مغادرة الضيوف، يعود كل شيء إلى طبيعته.
السكان، بدورهم، ينظرون إلى هذا النشاط بحسرة ممزوجة بالسخرية، ويتساءلون.. ماذا لو كانت هناك فعالية دولية كل شهر؟ هل كان ذلك سيجعل المدينة تحظى بعناية مستدامة؟ أم أن الاهتمام سيبقى مشروطا بعدسات الكاميرات وزيارات الوفود الرسمية؟
حتى إشعار آخر، يبقى موسم الصباغة والتزفيت مرتبطا برزنامة الأحداث الكبرى، ويبدو أن حب المدينة مشروط فقط بقدوم الغرباء.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.