الزطاطة.. عندما تتحول مواقف السيارات إلى مسارح للفوضى والابتزاز في مكناس

654٬060

في جماعة مكناس، لم تعد مواقف السيارات مجرد أماكن لركن السيارات، بل تحولت إلى ساحات مفتوحة للفوضى، حيث يمارس “أبطال الزطاطة” دورهم بحرفية عالية تفوق حتى أداء أبطال المسلسلات الدرامية.

في هذه المواقف، لا حاجة إلى نظام أو قوانين، فهناك “حراس” غير رسميين يجمعون الأموال بشراسة تحت شعار: “من يدفع يسلم ومن يرفض يعاني”.

الغريب في الأمر أن هذه الأموال، التي يتم جمعها يوميا من مالكي السيارات، لا تجد طريقها إلى خزينة الجماعة.

ربما، لأن “الزطاطة” لا تحتاج إلى فواتير ولا تصريحات، فقط إلى نظرات صارمة وكلمات مثل.. “إيلا ما خلصتيش، ما كاين لا بلاصة لا والو”.

أما المواطنون، فهم يعيشون يوميا في هذا الفيلم الواقعي.

البعض يدفع مرغما خوفا من العواقب، والبعض الآخر يرفض، ليجد نفسه محاصرًا بنظرات حادة وأحيانا عبارات مستفزة.

أما النساء، فيبدو أنهن في الخط الأمامي لهذه المعاناة، حيث يواجهن محاولات “استعطاف” مزعومة تنتهي أحيانا بمضايقات صريحة إذا رفضن الخضوع لمنطق الابتزاز.

والسؤال الذي يطرح نفسه.. أين الجماعة؟ أم أن الجماعة قد قررت منح هؤلاء “الحراس” شهادات شرفية في “الزطاطة”؟

ربما نحتاج إلى تدخل فوري من الجهات المسؤولة لإعادة الاعتبار لمواقف السيارات، حتى لا تتحول هذه المواقف إلى “حدائق خلفية” للابتزاز.

في الاخير، يبدو أن مواقف السيارات في مكناس تحتاج إلى أكثر من مجرد إصلاح، بل إلى دراما جديدة تنتهي بمشهد يعيد فيها المواطن كرامته وموقفه، دون الحاجة إلى دفع تسعيرات خيالية أو تحمل نظرات “أسياد الزطاطة”.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد